الأربعاء، 25 مايو 2011

الــلــعــب لــه زمــن و يــنــتــهــي


لقد أغفلت تحولي من طفلة .. إلي فتاة راشدة



فاكتشفت أنني مازلت أعيش أحلام طفولتي .. لقد كنت منزعجة لذلك


أتذكر مجلسي المفضل ( المقاعد المتقابلة التي تستند للعمودان .. اللذان ينحدران برشاقة غزلانية .. فكنت أجلس بينهم ) .. فكنت أجلس بالجهة المقابلة للطريق .. أخط أبجدية بيتنا العتيق .. بحنين إلي هذه الأيام


لكن حذار من التوهم من أنني من حزب المنتحبين علي الأيام الغابرة .. لكنني أنتمي إلي الحاضر .. وإلي مستقبل لا يقطع صلته بالماضي .. كي لا يموت بردا ً وفقرا ً


فأ نا أفــصــل ثــوب زمــنـي عــلــي مــقــاســي ..


أعترف بأنني أحياناً .. أحاول التلصص عبر ثقوب الزمن .. ولكن هذه هي الحقيقة المشاكسة .. التي تفر منك كلما ظننت .. انك توشك علي أن تمسك بها


انها كمن يطارد هدفا ً متحركا ً علي صفحة أمواج يصطخب كل شئ فيها .. فتتوهم أن أصابعك الطائشة قد أمسكت بها




فتمر ذكريات الطفولة في خاطري كحلم وردي .. ؛ كغيمة عطرة ساحرة .. تترك عبقها في الذاكرة وتمضي ..


و هكذا حين نكبر تصبح أيام الطفولة كحبات السكر .. تغمر حياتنا بحلاوتها .. فكان مبلغ سعادتي .. عندما كنت ألعب مع أخوتي ورفيقات الصبا .. حيث يلتم شملنا في جوقة .. تشبه جوقة العصافير المشاغبة .. فكان بيتنا يشبه الجنة الصغيرة .. باحة البيت واسعة تلتف حولها أربع شجرات .. تتسلق عليها عرائس الياسمين وكأنها أنجم بيضاء .. كلما هبت نسمه عليله .. تسا قطت ياسمينه .. لتفوح أجواء البيت رائحة عطره




كلما تماديت في اللعب بشغب .. وشغف .. اسمع صوت أبي يصيح منادنيا ً .. رويدك يا بنيتي .. هل اللعب سينتهي ؟


حينها كنت أضحك .. ولكن للأسف يا أبي ..فعلا ً اللعب له زمن .... وينتهي

هناك تعليقان (2):

  1. ولكن..

    ما أروع أن ينتهى،،

    لتبدأ مرحلة جديدة

    فى حياتنا..

    فنحن بلا شك، لا نريدها أن تتوقف عند اللعب..

    أعجبتنى،، وبشدة..

    ردحذف
  2. شكراً هدير .. بعض مما عندكم

    يشرفني مرورك ... وسعدت بمشاركتك

    ردحذف


يسعدني مشاركتكم .. وتعليقاتكم

like