الاثنين، 27 يونيو 2011

ومضات

في لحظة مـــا أتوقف عن الكتابة .. فأجد قلمي يحلق علي ارتفاع منخفض  فوق الورقة  .. لأعيد قراءة ماكتبت


أحياناً أتردد في اعتماد ما كتبت   أو  أفــتــش في ذهني  عــما يجب أن أقوله أيضاً


وأحياناً أخري أجد ابتسامة علي وجهي  ..  عندما أتخيل ردة فعل من سيقرأ ما أكتبه  .. ربما أتخيل المفاجأة  أو  الدهشة للقارئ   أو  ربما أريد لهذه الرسالة  ألا تكون تقليدية أو مملة  .. فأحياناً أتخيل ردة فعل  تــغــيــر مــســار كتاباتي !




أحياناً أخري   أغرق في موجة من الضحك  عندما أقرأ مـــا كتبته




لــــســـنــــا هـــــنــــا أمـــــام حــــالــــة نــــفــــســــيــــــة  ... بـــل أمــــام ســــلــــوك مــــحـــدد خــــلال لــــحــــظـــة هـــاربــــه




ربما أسجل هذه اللحظة في ذاكرتي  .. لأتمكن  لاحـــقــاً  من تسجيلها  بقلمي من دون  أن تفقد شيئاً من حيويتها .. وقدرتها علي بعث خـــيـــال  جـــديــــد  .. إضافة لــــخــيــالاتي  !!!!

 

السبت، 25 يونيو 2011

طـــفـــلـــه ولكن ..

طفلة  جميلة .. تحمل حقيبة صغيرة  ..  كحقائب النساء

تدخل إلي قطار الأنفاق ممسكة بيد أمها .. لقد كان صباحاً مشرقاً .. الشمس تسطع علي جاكيتها الأحمر الزاهي الذي ترتديه

تسطع في دفء علي وجهها الوضاء .. شعرها الأسود اللامع .. تصدر منها ابتسامة رقيقة


فتحت حقيبتها  .. واستخرجت منها مرآة صغيرة  ..  لم يكن هناك حاجة لأن تنظر لنفسها في المرأة  .. فهي لم تقم بتعديل هندامها أو تسوية شعرها  .. كل ما فعلته انها اكتفت بالنظر لنفسها في المرآة  .. كجزء جميل من انتاج الطبيعة الساحرة

أهي طفلة ؟ ... أم امرأة صغيرة .. تطمح يومـاً مــــا  أن تصبح كبيرة  ؟!!

ولكن واقعية الأطفال .. يمكن لها أن تكون قاسية أحياناً  !

فعندما تكون طفلاً  فإن الأشياء تأخذ أحجاماً أكبر منها  .. ويكون للأحداث ،  والمواقف  .. دراما مسرحية لا يقدرها سواهم   فتختزنها في الذاكرة

فــدائــمــا مـــا تسحرني  هذه التجليات الصغيرة للطبيعة البشرية .. أكثر من جوانبها الكبيرة الطاغية

فــــاصـــبــحــت أري  الأشـــيــاء الـــصـــغـــــــيــرة  بــــعـــدســــــات الأطـــفــــــــال الـــمـــكــبـــره 

... فكل مـــا كان يعدو بالأمس تافهاً .. أصبح   يأخذ  أبعاد قــيــمــيــة جديدة 




السبت، 11 يونيو 2011

نوع من أنواع الأمل

أنه نوع من أنواع الأمل  .. المقاربة المؤثرة أحياناً ما تكون مفرحة


أحياناً نجعل من الدعابة   .. سلاحاً للبقاء علي قيد الحياة  .. متماهيين في ذلك  مع كل ما يحيط بنا من واقع اجتماعي .. سياسي .. فكري  وهو  الذي نعثر غالباً علي آثاره علي وجوه البسطاء


فـبـيـن الكوميديا اللماعة  التي نعيش فيها  .. أحياناً تظهر الكوميديا السوداء

هذه ليست  لا مبالاه  .. ولــكــنها نوع من أنواع الأمل

نــعــم ..... أمل يتجسد في  نقض عيوبنا بسخرية  .. وربما بادرة أمل  في العمل علي إصلاحها  ونحن نسخر من أنفسنا  !!!!

فالأمل يحاور من يحاوره   ..  و يــذبل  عندما يكون الناظر إليه  لايري فيه مــا يمثل  من روحانية تحمل البهجة والسرور

فإن استطعنا أن نطلق العنان لأنفسنا ..
  بقليل من الضحك والإبتسام  .. الذي لا يعلوه زبد الغضب  .....
 فــقــد ســرنا  خـــطوة نــحـــو  تــحــريــر أنــفــســنا   .






مـــجـــرد فـــكـــره

لا أعلم ممن تأتي فكرة أن العالم  أو الفنان  أو  الأديب .. لابد وأن يكون .. منكوش الشعر .. مبعثر الهندام .. مجنون  أو مضطرب نفسياً !!

ألمني بشده أن اسمع بعض الكلمات .. وكأنها كلمات مأثوره .. ان الفنان مجنون غير متزن نفسياً لذلك هو مبدع !!!

أي منطق هذا .. من أين أتت هذه الفكرة الهابطة ؟ ... فمن المسئول عن بث هذا النوع من الافكار الخاصئه عن العلم والثقافة والأدب أو الفنون ؟؟؟
أرانــي هنا وهناك أسمع عبارة .. كيف يكون كيمائياً ناجحاً وهو مهندم الــثــيـاب  مــنــمــق بهذا الشكل ؟!!  .. كيف يكون أديــبــاً ولــيــس أشــعــث الــرأس .. رث الــثياب ؟ ....


وعلي النقيض أسمع .. بالــطــبــع هـــو مــهــنــدمــــــاً.. مــــنــمــقــاً .. ســـاحــــــــراً فــهــو مــــغــنـــيـــاً   !!!!!!

كيف يكون ذلك صحيحاً .. بالرغم من أن أحياناً لوحة رسام قــد ترتفعه لمرتبة الفلاسفة لجودتها وقوتها التعبيريه .. كيف يكون حينها مجنوناً ... بأي منطق   ...  بمنطق الجنون  ؟؟؟

أري علي العكس من ذلك .. أن المبدع الحقيقي .. من أهتم بمظهره كما يهتم بجوهره .. فالمظهر ما هو الا مرآة للجوهر

انا أعلم أن كثير من المظاهر خادعه .. لذا أقول  :  مــن دل مــظـهـــره عــلــي جـــوهـــره كــان مـــبــدعـــاً  .

الثلاثاء، 7 يونيو 2011

ذكريات طفلة متــمــرده

وأنا طفلة كنت أجمع قطع المرايا  الصغيرة  المتكسرة

واهمة بأنها مجموعة من النجوم الصغيرة التي سقطت من السماء !

حتي كنت أجمع الورق المذهب الذي يبطن علب السجائر .. لأصنع منه ( الخواتم _ الأساور _ القلائد ) .

وعلي هذا النحو كنت أوهم نفسي بأني أغني  امرأة بالعالم وأن لدي الكثير من الأغراض والـمـقـتـنـيـات التي لم يحصل عليها أحد من قبل
كم من مــرة وصـفـتـهـا أمي بـأنها نــفــايــات تــافــهــه   !!!!

فـكــلــمــا سقط إناء زجاجي  علي الأرض وتحطم .. هرعت لالتقاط شظاياه .. غير عابئة بما قد يصيبني من شظابـا

حينها كنت أشعر بأنه إبداع رائــع ...  لوجود هذا الشئ الشفاف في حياتنا .. يملأ البيت بأشكاله وألوانه المختلفة


يـظل لـه  شـمـوخـه  ورونـقـه حـتـي لـو كــســر .. أنا أجده ينتقم  لنفسه فعندما يحطم أحدهم غرضاً منه .. يصيبه بجرح غائر .. حتي يترك ذكراه علي اليد التي كسرته   !

وأحياناً تبقي بـعـض الـشـظـايــا  لـفـرة من الوقـت ... حتي يذكرنا بأنه في يوم الأيام كان موجوداً

كنت أري مــدي شـمـوخـه وعظمته  تـكـمـن في شــفافــيــتــه .. فكلما سقط الضوء علي قطعه المتكسرة  ازدادت  بريقاً وجــمالاً


عندما كنت أجد من حولي مستنكرون لذلك .. أجد أمواج من الدهشة ترتفع في أعماقي  !!!!  .. كيف لاينظر هؤلاء للحياة من زاوية بهيجة ... بــمــنــطــق الــرحــمــة  ؟ !


كيف كلما تكسر شئ أو فــســد .. نلقي به في أقرب سلة قمامه ... ألم يكن لهذا الغرض العديد من الذكريات

كوبي المفضل ... الإناء المرصع بالورود الحمراء .. وآخر بنجوم زرقاء  كزرقة موج البحر ... وغيرها العديد من الأشياء  ... كانت بالأمس ذات أهمية .. واليوم أصبحت نفايات تافهه ؟؟؟


                             يــــا لـــمنـــطــق الــــبـــشــــر



الخميس، 2 يونيو 2011

الــمــتـــطـــفــلــــون فـي الأرض


انني أعتبر أن .. التغلغل إلي مشاعر وأحاسيس الأشخاص .. يعتبر تطفلا ً .. لا يحق لأي أحد كان



مهما بلغت صلة القرابة بينهم ..


فالمتطفل هنا .. يحاول استكشاف روح غيره من الأشخاص


انا أؤمــن بـأن .. شعور الـفـرد مـلـك لـه ... مــــوكـــول إلــي ضــــمـــيـــره


فإن أحب مشاركة غيره شعوره .. فيكون لمجرد التلاقي والإئتلاف .. بمحض إرادته هو .. أما غير ذلك يعتبر جرماً لا يغتفر


وخاصة عندما توجه إليك أسئله متلونه .. متطفله ..


وهنا مـن وجهة  نظري  أجد انه .. إذا سألك أحد سؤالاً متطفلا ً .... تبتسم له في برود .. وتسأله  : .. لماذا تريد أن تعرف الإجابة ؟


فــما أقسي أن يعيش الإنسان ... بين قطيع من المتطفلين

لــحـظـة جـنـون

مــأ تبقي من أمل ..... خاطته لي الذكريات ...

مطرزاً بأطياف الماضي . . مرصـعــا ً بالأفكار ..

فدائما ً مــا يعطي العقل للروح .. بعض الحرية .. والدفء ... فهو يحررها من الطقوس بشكل مبدع

ولكنا مكبلون بقيود المنطق .. ففي تفكير كل عاقل رزين .. لحظة جنون مبدعة

الأربعاء، 1 يونيو 2011

حـــكــــايــات جــد تـــي

أتذكر حكايات جدتي التي كنت أستمتع بها منذ حداثة سـنـي

كانت حكاية جدتي غريبة في ذلك المساء البعيد .. الذي لازلت أذكره ..

حيث كانت السماء مرصعة بالنجوم.. في ليلة صيفية هادئه.. وهي تعتدل جالسةعلي كرسيها المزركش الأنيق بحجرة نومها .. كان كرسي جميل .. يشبه الأريكة في راحته والصالون في فخامته ( فوتيه ) .. له طراز فرنس عتيق

كانت ترتشف فنجاناً من الشاي .. تعدل من منديل رأسـها وتسوي هندامها قائله :

كما أن هناك حزن أو فرح بالنسبة للبشر .. يوجد أيضاً حزن وفرح بين الحيوانات !!
فاستفسرت من جدتي : إن الحيوانات لاتمتلك عقل الإنسان وإمكاناته لتفكر به وتكتشف الصواب من الخطأ .. فكيف ذلك ياجدتي ؟؟

شردت جدتي للحظات .. ثم تكلمت بصوتها الهادئ المتماوج.. وكأنه صوت يأتي من دنيا الأحلام قائلة :

كل الكائنات تتأثر وتحس .. فتموت حزناً لو لم تجد الحب والاهتمام من أهل المكان الذي تعيش فيه.. قاطعتها بلهفة .. نعم تذكرت ياجدتي فأزهار حديقة بيتنا إن لم نـهتم بها وننسقها تموت


هنا ابتسمت جدتي وأعطتني قالب الشيكولاتة التي اعتادت إعطائي إياه عندما أجيبها علي سؤال أو أعي ماتقوله بسهوله

وبدأت حكايتها عن أخيها شهيد حرب 73.. بكل فخر واعتزاز .. حينها كانت المرة الأولي التي أسمع فيها هذه الكلمة .. لم أكن أعلم ما معني كلمة شهيد فوضحت لي


.. وهنا سردت حكايتها الغريبة وهــي : أن كل روح من أرواح الشهداء يتبعها غـــراب
يزورها ويودها ..فكل غراب يذهب إلي مقبرة صاحبه صباحاً ويغادرها ليلاً .. فهو يؤنس وحدته ويعز غربته !!!!

سكتت جدتي لبرهة .. فقلت مؤكدة لها .. إنه طير مزعج ياجدتي .. شكله قبيح .. لذلك يصاحب الأموات

عاتبتني جدتي بنظرة كأنها تقول لي لا تتعجلي بأحكامك .. قــائــلــه:

لماذا حكمتي عليه متسرعة من شكله ولم تقدري ما يفعله .. لماذا لم تلتفي إلي أنه طير يتسم بالوفاء ؟؟ .. يجب أت تتأني ياصغيرتي فبل أن تحكمي علي الأشياء

فــكــل كــائن يملك قدرة مــا بالإعتماد علي غريزته فيتحرك وفقاً لها ويعـبـر عنها .. حتي ولو كان بأقل الأشياء.. فالأفــعــال هــي مــن تعــبــر عــن نــفــس صاحــبــها

وكان ذلك من أهم الدروس التي تعلمتها من جدتي .. أن أتمعن وأفكر ملياً قبل الحكم علي الأشياء

وإلي الآن .. لا أعلم أكانت حـكـايـة جـدتـي حــقــيــقــة أم مجرد خـــيــال .. فبحثت كثيراً لأعلم حقيقتها  .. ولكن مهما كانت النتيجة سأظل أحتفظ بهذه الذكري العطرة .. رحمك الله  ياجدتي وأسكنك فسيح جناته


like